ميلوت- من الدوري الألماني إلى طموحات الأهلي والأحلام المدريدية

«في خضم تجربتي في ألمانيا، أستطيع أن أؤكد بكل ثقة أن الإصرار كان رفيقي الدائم. على الرغم من الإصابة التي ألمت بركبتي وأبعدتني عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة في موسمي الأول، وبالرغم من قلة الفرص التي سنحت لي في البداية، إلا أنني ظللت مؤمنًا بقدراتي وعملت بلا كلل. لقد أصغيت جيدًا، ونضجت فكريًا ومهنيًا»، بهذه الكلمات المفعمة بالطموح يعبر الفرنسي الأنيق إنزو ميلوت، اللاعب الجديد في صفوف فريق الأهلي الأول لكرة القدم، عن تجربته الثرية التي صقلته في أرض الغربة، والتي أهلته ليصبح من بين أبرز اللاعبين في الدوري الألماني العريق.
في السابع عشر من شهر يوليو لعام 2002، أبصر النور إنزو ميلوت، ثمرة زواج مبارك جمع بين والده ذي الجذور المدغشقرية ووالدته التي تنحدر من جزيرة مارتينيك ذات السحنة الخلابة، تلك الجزيرة الكاريبية الساحرة التي تقع إلى الشمال من ترينيداد وتوباجو.
بدأ هذا الفتى اليافع مسيرته الكروية الواعدة في أكاديمية برو، حيث أمضى فيها الفترة ما بين عامي 2008 و 2010، قبل أن ينتقل إلى نادي شارتر، الذي قضى فيه خمس سنوات من عام 2010 حتى عام 2015، ومن ثم انتقل إلى نادي درويه، حيث لعب في صفوفه من عام 2015 حتى عام 2017.
في عام 2017، كانت نقطة التحول بانضمامه إلى أكاديمية موناكو المرموقة، ولكنه لم يحظ بفرصة كبيرة للعب مع الفريق الأول، حيث شارك في ثلاث مباريات فقط في الدوري الفرنسي.
وفي عام 2021، كانت المحطة الأهم في مسيرته الاحترافية، عندما وقّع عقدًا مع نادي شتوتجارت الألماني يمتد حتى عام 2025، وخلال هذه الفترة، خاض 93 مباراة في البوندسليجا، وتمكن من تسجيل ستة أهداف، وصنع ست تمريرات حاسمة لزملائه، وكان له دور بارز في بقاء الفريق في الدوري الممتاز خلال موسمين اتسما بالتحدي والصعوبة، بما في ذلك تسجيله هدفًا حاسمًا في مباراة الإياب الفاصلة ضد هامبورج في عام 2023.
وفي موسم 2024ـ2025، شارك ميلوت في سبع مباريات، واستطاع أن يهز الشباك بهدفين، وكان له دور فعال في احتلال شتوتجارت المركز الثاني في ترتيب الدوري بعد مرور سبع جولات.
على المستوى الدولي، مثل ميلوت منتخب فرنسا للشباب في 33 مباراة، توزعت بين 10 مباريات مع منتخب تحت 16 عامًا، و17 مباراة مع منتخب تحت 17 عامًا، وست مباريات مع منتخب تحت 18 عامًا، ونجح في تسجيل خمسة أهداف، وساهم في وصول منتخب بلاده إلى نصف نهائي بطولة أوروبا تحت 17 عامًا، وكذلك التأهل إلى كأس العالم تحت 17 عامًا في عام 2019.
وفي عام 2024، تلقى ميلوت دعوة للعودة إلى صفوف منتخب تحت 21 عامًا، وأعرب عن سعادته الغامرة بهذه العودة بعد غياب منذ انضمامه إلى شتوتجارت، وأكد أن تمثيل المنتخب الفرنسي هو مصدر فخر واعتزاز بالنسبة له، وأنه يطمح للمشاركة في بطولة أوروبا 2025، وكذلك في دورة الألعاب الأولمبية التي ستقام في باريس.
تحدث ميلوت عن مسيرته الكروية، معربًا عن أنه لم يشعر بالدهشة إزاء اختياره ضمن صفوف منتخب تحت 21 عامًا، لأنه كان يشارك بانتظام في المباريات مع فريقه، ويسجل الأهداف ويصنع الفرص لزملائه، وأضاف أن الدوري الألماني يتميز بأنه دوري مفتوح يتيح الفرصة للاعبين للتعبير عن قدراتهم الهجومية والدفاعية، كما أن الملاعب تكون ممتلئة بالجماهير المتحمسة، مشيرًا إلى أن الهدف الذي سجله في مباراة الإياب ضد هامبورج كان من أبرز اللحظات في مسيرته الكروية، وأوضح أن الإصابة التي تعرض لها في الركبة أبعدته عن الملاعب في موسمه الأول مع شتوتجارت، ولكنه استطاع أن يتكيف مع الثقافة الألمانية الصارمة والمنظمة، وتعلم اللغة الألمانية لتسهيل حياته اليومية، وأكد أن نقاط قوته تكمن في قدرته على اللعب بقدمه اليسرى، والرؤية الثاقبة للملعب، والمهارة في المراوغة، والتمريرات الحاسمة، مفضلًا شغل مركز صانع الألعاب، وأعرب عن حلمه الذي يراوده باللعب في صفوف نادي ريال مدريد الإسباني العريق.
على الصعيد الشخصي، كشف ميلوت عن أنه أب لطفلين، ابنة تبلغ من العمر 18 شهرًا، وابن يبلغ من العمر سبعة أشهر، وهو أمر يعتبر نادرًا في مثل هذه السن المبكرة، ولكنه كان يخطط له منذ فترة طويلة، وقال إن عائلته قد غيرت أهدافه في الحياة، فهو يلعب الآن من أجلهم ومن أجل نفسه، ويصف نفسه بأنه أب حنون ومحب لأطفاله، ويعيش حياة هادئة ومستقرة في منزله مع زوجته، ويستمتع بممارسة رياضتي البادل وتنس الطاولة في أوقات فراغه، ويحمل وشومًا على جسده تعبر عن دينه وعائلته، وأكد أن عائلته تقدم له الدعم الكامل دون التدخل في مسيرته الكروية، مشيرًا إلى أن كلمتي «العائلة والولاء» هما اللتان تمثلانه وتعبران عن قيمه.